اعتبرت غالبية الأميركيين "لأول مرة خلال اربعين سنة" ان بلادهم بدأت تفقد نفوذها في العالم ,كما ان سلطتها اضحت أقل قوة مما مضى ، هذا ما قاله الأمريكيون بحسب استطلاع للرأي اجراه معهد "بيو" للأبحاث وحمل عنوان "أمريكا ومكانتها في العالم عام 2013".
وأُجري الاستطلاع على اكثر من الفي عينة بين 30 أكتوبر/تشرين الأول و6نوفمبر/تشرين الثاني.
كما كشف الاستطلاع عن تغير الرأي العام الامريكي لأول مرة منذ حوالي نصف قرن، فقد اظهر الاستطلاع ان 52% من الاميركيين يعتبرون انه يجدر بالولايات المتحدة "الاهتمام بشؤونها الخاصة على الصعيد الدولي وترك الدول الاخرى تحاول تدبر امورها بأفضل ما يمكنها"، مقابل 38% يعتقدون عكس ذلك.
والذين يرون ان الولايات المتحدة تتحرك "اكثر مما ينبغي" لمحاولة تسوية مشكلات العالم قد بلغت نسبتهم (51%) وهم يعتبرون بصورة عامة ان المسائل المحلية ولا سيما الاقتصاد ينبغي ان تشكل الاولوية الرئيسية للإدارة الحالية. غير ان 77% من المستطلعين يشددون على ان المبادلات والعلاقات التجارية مع البلدان الاخرى تبقى مفيدة لبلدهم.
واورد المعهد في دراسته نصاً جاء فيه "للمرة الاولى خلال حوالى اربعين عاما من الاستطلاعات، تعتبر غالبية من الاشخاص (53 بالمئة) ان الولايات المتحدة تلعب دورا اقل اهمية وقوة على صعيد العالم منه قبل عقد من الزمن".
وهذه النسبة اكبر بـ 12 نقطة منها في العام 2009 وتضاعفت باكثر من مرتين بالمقارنة مع العام 2004 في عهد ادارة الرئيس جورج بوش.
من جهة اخرى يرى حوالي 70% من المستطلعين ان قدر الاحترام للولايات المتحدة في العالم تراجع ووصل الى مستويات مماثلة لما كان عليه في نهاية ولاية جورج بوش الثانية.
وتوجه الدراسة انتقادات شديدة الى السياسة الخارجية التي ينتهجها حاليا الرئيس باراك اوباما اذ يعارضها 56% من المستطلعين مقابل 34% يؤيدونها.
وتابع التقرير ان "الاميركيين لا يوافقون بصورة خاصة على ادارته للوضع في سوريا وايران والصين وافغانستان".
وتشكل مكافحة الارهاب احد المجالات النادرة التي تفوق فيها نسبة المؤيدين لأداء اوباما نسبة المعارضين له (51 مقابل 44 بالمئة).
في الوقت نفسه أبدى أكثر من 50%، تأييدهم لضرورة أن تخشى الولايات المتحدة على مكانتها كقوة عسكرية عظمى.
ويرى مختصون ان التدخل السلبي الامريكي في النزاع السوري وعدم خروجهم من المستنقع الافغاني وهزيمة جيش الولايات المتحدة في العراق بعد ان حملت معها نعوش خمسة الاف قتيل من جنودها " بحسب اعتراف وزير الدفاع ليون بانيتا في احتفالية انسحاب القوات الامريكية من العراق" كان له بالغ الاثر في نتائج الاستطلاع الاميركي
في حين اشار خبراء مجلس العلاقات الدولية الاميركي الى ان اكبر ضرر لسمعة البلاد (الولاية المتحدة الاميركية) الحقه موقف ادارة باراك اوباما بسبب الازمة السورية.