كتائب حزب الله/ خاص.. لم يكن قرار البتاغون عام 2001، بعدم توثيق عمليات الجيش الامريكي رسميا في افغانستان والعراق وسوريا، الا للتستر على جرائم الحرب والمجازر الدموية بحق شعوب تلك البلدان.
في 6 شباط 2017، اكد موقع "ملتري تايمز" الأمريكي، أن البنتاغون لم يسجل آلاف الضربات الجوية القاتلة التي ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق وسوريا وأفغانستان منذ عام 2001.
وبحسب الموقع العسكري المتخصص، فان العام الماضي، شهد توجيه 456 ضربة جوية قامت بها الولايات المتحدة في أفغانستان ولم تسجل في قاعدة البيانات المفتوحة، التي يعتمدها الكونغرس الأمريكي والمحللون العسكريون وحلفاء واشنطن والباحثون.
وتابع الموقع إن الضربات نفذتها مروحيات عسكرية وطائرات مسيرة من دون طيار، مشيراً الى إن قاعدة البيانات المتعلقة بالضربات الجوية لم تكن كاملة منذ بدء ما يسمى بالـ "الحرب على الارهاب" في تشرين الأول 2001 – (أي بعد شهر من احداث 11 سبتمر -المثيرة للجدل- من نفس العام).
ولعل حجم الجرائم التي ارتكبتها القوات الامريكية في الدول المذكورة سلفا، دفعت البنتاغون الى غض الطرف عن توثيق نتائج العمليات العسكرية البرية والضربات الجوية.
افغانستان اول نزعة اجرامية امريكية في العالم الجديد!
القاعدة "أسامة بن لادن" وقادة آخرون في التنظيم لهم مناصب رفيعة وجلبهم للمحاكمة، وتدمير تنظيم القاعدة كليا وإقصاء نظام طالبان، الذي كان يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة، الا ان واقع تلك العمليات تضمن قتل الشعب الافغاني المسلم وارتكاب ابشع المجاز الوحشية في البلاد، ولاتزال بعض القوات الأمريكية موجودة بأفغانستان حتى اليوم.
ومن بين الجرائم الامريكية الاخرى في افغانستان، ما حدث في 11 مارس 2012، حيث عمدت القوات الامريكية الى قتل ستة عشر مدنيًا بينهم 9 اطفال وإصابة ستة آخرين في منطقة بانجواي في ولاية قندهار، حيث تم احراق بعض الجثث.
وفي 15 تشرين الثاني 2016، أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودا، أن القوات الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد ارتكبتا جرائم حرب في حق المعتقلين في أفغانستان بين عامي 2003 و2004، وخصوصا القيام بأعمال تعذيب ومعاملة وحشية.
جرائم القصف الامريكي المتعمد على القوات العراقية والحشد لحماية داعش !
في 27 تشرين الثاني 216 ، كشف عدد من الطيارين العراقيين، أن الأمريكان يمنعون الطيارين من قصف مواقع مجاميع داعش الإجرامية بكامل الصواريخ حتى وان شاهدوا اهدافا جديدة ومهما كان نوعها واهميتها في قاطع عمليات نينوى مؤكدين أن “الأمريكان هددوا الطيارين بالرجوع فوراً إلى مقراتهم وعدم ضرب مواقع اضافية لداعش وفي حالة مخالفة الاوامر سيتم إسقاط الطائرة في الحال “.
في 6 حزيران 2016، قال النائب في البرلمان العراقي عدنان الشحماني إن طيران التحالف قصف مقر الفرقة الـ17 وقاطع عمليات احد فصائل الحشد الشعبي في الكرمة، ما أدى إلى استشهاد 6 مقاتلين واصابة 8 جرحى.
وفي 30 حزيران 2016 قال عضو مجلس ناحية العامرية جنوبي مدينة الفلوجة صباح العيساوي، ان طيران التحالف الدولي قصف قوة امنية مشتركة من الجيش وابناء العشائر اثناء هجومهم على تجمع يضم 150 داعشياً في منطقة حويجة الابار وسط قرية المناصير التابعة لناحية العامرية جنوبي مدينة الفلوجة، ماادى الى استشهاد جنديين واصابة ثمانية اخرين بجروح.
واضاف ان طيران ما يسمى بالـ "التحالف الدولي" قصف القوة لمنعها من مهاجمة عناصر لداعش كانوا يختبأون في حضيرة اغنام ولا يستطيعون مقاومة القوات الامنية والقوات الساندة لها الا ان طيران التحالف الدولي منع وصول القوة العراقية لتتمكن من قتلهم او اعتقالهم دون معرفة الاسباب التي تقف وراء هذا الاستخفاف المستمر بدماء الابرياء من قبل امريكا وتحالفها المزعوم.
الاحتلال الامريكي للعراق وفضيحة "ابو غريب" !
اما عام 2003، فقد شهد الانعطافة الابرز في الشرق الاوسط، لازالت تداعياتها حاضرة حتى اللحظة، والتي تمثلت بالاحتلال الامريكي للعراق بمساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا، وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حسب تعريف مجلس الأمن، لحالة العراق في قانونها رقم 1483 في 2003، وانتهت الحرب بسيطرة الولايات المتحدة على بغداد.
وتسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية بين المدنيين في تاريخ العراق، وانتهت الحرب رسميا في 15 ديسمبر 2011، بعد الضربات الموجعة التي تلقتها تلك القوات المحتلة على يد رجال المقاومة الاسلامية بمقدمتها كتائب حزب الله، وغادر آخر جندي أمريكي العراق في 18 ديسمبر 2011.
وفي مطلع تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق، كان الانتهاك الامريكي الابرز لحقوق الانسان، ففي أوائل 2004 تفجرت فضيحة انتهاكات جسدية ونفسية وإساءة جنسية تضمنت تعذيب، اغتصاب وقتل بحق سجناء كانوا في سجن أبو غريب غرب العاصمة بغداد، لتخرج إلى العلن ولتعرف باسم فضيحة "التعذيب في سجن أبو غريب".
التحالف الامريكي يدمر بنى العراق التحتية!
بعد انهزام الامريكان وخروجهم خاضعين منكسرين من ارض العراق على ايدي فصائل المقاومة الاسلامية عام 2011، قامت امريكا بعد بضعة سنوات بتشكيل مايسمى التحالف الدولي ضد الإرهاب في أيلول 2014 أي بعد نحو ثلاثة أشهر من استيلاء كيان داعش الاجرامي على نينوى، لتعود مجددا بممارسة جرائمها بحق العراقيين ولتشرف ميدانيا على عمليات داعش الاجرامية ودعمها، لتدمير العراق واهله.
لم يكن تدخل امريكا في الشأن العراقي بعد هزيمتها الاولى الا للثأر من المقاومة الاسلامية التي عملت على حماية العراق ومقدساته، فلم تجد سبيلا الا تشويه عمل الفصائل والحشد وتلفيق التهم ضدهم، ليتسنى لامريكا اقتباس دور الحامي للعراقيين من خلال تهميش دور الفصائل الاسلامية عسكريا كما حدث بتدخل الامريكان في معركة تحرير الانبار.
حيث اكد فريق تابع للأمم المتحدة في تقرير صدر 4 اذار 2016، إن الدمار في مدينة الرمادي -نتيجة قصف التحالف- "مذهل" وأسوء من أي مكان آخر في العراق وذلك بعد قيامه بأول زيارة لتقييم الوضع في المدينة نتيجة مشاركة مايسمى بالتحالف الدولي في معركة الانبار التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الاجرامية.
وقال الفريق إن المستشفى ومحطة القطارات الرئيسيين دمرا علاوة على آلاف المنازل، وأبلغ مسؤولون محليون الفريق الدولي أن (64) جسرا ومعظم شبكات الكهرباء دمرت بالكامل.
وخلص التقييم الذي أجري على مدار يومين إلى أن اغلب المباني الواقعة في المناطق الأمامية إما دمرت أو تضررت. وقال الفريق ايضا، إن "منزلا بين كل ثلاثة أو أربعة منازل في المناطق الأخرى تعرض لأضرار".
وأظهر تحليل أجرته المنظمة الدولية الشهر الماضي على صور بالأقمار الصناعية أن نحو (5700) مبنى في الرمادي وضواحيها قد تضررت منذ منتصف 2014 وأن نحو (2000) منزلا دمرت تماما.
جرائم حرب امريكا في سوريا!
اما العمليات العسكرية والغارات الجوية لـ "التحالف الدولي" في سوريا، فانها لم تكن اقل اجراما مما حدث في العراق.
حيث كشف تقرير حمل عنوان "قائمة جرائم الحرب للولايات المتحدة"، قدمته الممثلية الروسية الدائمة لدى هيئات الأمم المتحدة في جنيف في اواخر تشرين الاول 2016، عن حجم الخسائر في صفوف المدنيين السوريين والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية نتيجة الغارات الجوية.
كما قام "التحالف" بتدمير محطة حرارية في منطقة حلب، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في جميع أحياء المدينة، كان ذلك في 10 أكتوبر 2015. وفي السادس من كانون الأول 2015 قام التحالف بقصف مستودع ذخائر تابع للجيش السوري في دير الزور، ما أدى الى مقتل 4 جنود سوريين وإصابة 16.
اما في يوم 15 شباط 2016، عمد الطيران الامريكي الى استهداف مستشفى تابع لمنظمة “أطباء بلا حدود” بالقرب من معرة النعمان، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 26.
وأودت ضربة التحالف على بلدة توخار بريف حلب يوم 19 تموز بحياة 125 شخصا، وأدت إلى تدمير عدة مباني سكنية. وفي 29 تموز وجه طيران التحالف الأميركي ضربة جوية إلى بلدة الغندورة على بعد 23 كيلومترا عن مدينة منبج، مما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن 20 شخصا، بمن فيهم 3 أطفال لقوا مصرعهم، وأصيب نحو 40 آخرين بجروح بنتيجة غارة نفذت يوم 5 أكتوبر على قرية ثلثانة بريف حلب.
وأرفق التقرير الروسي معلومات مفصلة بالخرائط، تمت فيها الإشارة إلى الأماكن التي تعرضت لضربات التحالف الأمريكي الذي بدأ تنفيذ غاراته منذ آب 2014، بحجة محاربة كيان داعش الاجرامي.
السلاح الامريكي يشارك السعودية في جريمة قتل الشعب اليمني!
تؤكد الوثائق والدلائل والتقارير الدولية، ان العدوان السعودي قد ابرم جملة صفقات واتفاقات اسلحة مع واشنطن قبيل انطلاق الحرب على اليمن.
وبالتأكيد على ذلك، ما كشفته "منظمة العفو الدولية"، في 19 أيلول 2016 وذكرت فيه أن "قنبلة أمريكية الصنع استخدمت في غارة جوية استهدفت مستشفى مدعوما من منظمة "أطباء بلا حدود" في 15آب الماضي في اليمن.
كما نشر موقع ميدل إيست مونيتر الإلكتروني خلال الايام الاخيرة من عام 2016، البريطاني خبرا يفيد بأن القوات المسلحة الإماراتية اشتركت مع القوات المسلحة الأمريكية في الهجوم المميت في محافظة البيضاء وسط اليمن والذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين مدنياً بينهم العديد من النساء والأطفال، وهناك الكثير من الجرائم الامريكية والاحداث الدامية على الشعب اليمني.
07/02/2017