في أدلة جديدة على الدعم الأميركي المتواصل لعصابات "داعش" الإجرامية باشكال مختلفة وصور متعددة، اكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الولايات المتحدة الأميركية والسعودية عملتا على تسليح "داعش" بشكل غير مباشر خلال السنوات السابقة في وقت كانتا تتبجحان في محاربة الإرهاب وتشكيل تحالف دولي من اجل ذلك.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته " شبكة الاعلام المقاوم" نقلا عن منظمة بحوث الصراع المسلح البريطانية (CAR) إن "داعش قامت بنقل الذخائر والاسلحة ومواد صنع القنابل على نطاق لم يسبق له مثيل لمنظمة إرهابية"، مضيفا، أن "توثيق نقل الأسلحة الذي قامت به المنظمة من خلال محققين ميدانيين ضمن خط امداد يبدأ من كوباني في سوريا وصولا الى جنوب بغداد، حيث كشف أن أكثر من 40 الف قطعة سلاح وذخيرة تم تزويدها لداعش في العراق وسوريا".
وبينت الصحيفة، أن "الباحثين أكدوا استخدام داعش لإسلحة وصواريخ قدمتها الولايات المتحدة من خلال انتهاكات للاتفاقات مع شركات صناعة الاسلحة"، مبينة أنه "في تموز الماضي انهت إدارة ترامب برنامج تسليح سري خاص لوكالة الاستخبارات المركزية لما يسمى بالمعارضة السورية حيث ان بعض تلك الاسلحة كانت معروفة وبشكل علني، لكن الباحثين وجدوا اسلحة وصواريخ في العراق كانت قد اشترتها الولايات المتحدة وتم تزويدها لمجموعات اجرامية في سوريا".
واشارت الصحيفة إلى أنه "تم العثور على صواريخ (بي جي 9) من عيار 73 ملم تم بيعها من قبل رومانيا للجيش الامريكي بين عامي 2013 و 2014 في معظم ساحات القتال مع داعش، فضلا عن حاويات ذات ارقام مطابقة لما لدى الجيش الامريكي في شرق سوريا تم الاستيلاء عليها من عناصر داعش في مدينة الفلوجة، وقد زودت داعش بصواريخ ضد الدبابات وعربات الهمفي الأمريكية لدى القوات العراقية".
وواصلت الصحيفة القول إن "سجلات الاسلحة التي حصلت عليها منظمة (CAR) البريطانية من المسؤولين الرومانيين تضمنت اتفاقات تشير إلى أن الولايات المتحدة لن تعيد تصدير تلك الأسلحة كجزء من محاولة للحد من الاتجار بالأسلحة، فيما كانت السعودية مصدرا آخر لنقل الأسلحة غير المسموح بها إلى سوريا".
واكد تقرير الصحيفة أن "الولايات المتحدة لم ترد على هذه المعلومات وعن سجلات تتبع نقل الاسلحة التي وثقتها المنظمة البريطانية فيما رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الرد بالتعليق على الموضوع".
وفي 12 كانون الأول من عام 2015 صدرت بلغاريا قاذفات صواريخ مضادة للدبابات إلى الجيش الامريكي من خلال شركة مقرها في ولاية انديانا تسمى كيسلر المتخصصة بتموين الشرطة الأمريكية وبعد 59 يوما فقط استولت الشرطة العراقية على بعض تلك الاسلحة بعد معركة الرمادي، بحسب التقرير.
ولفت الى" تصوير مجموعة متمردة مما يسمى بالمعارضة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة وهي تستخدم انبوب قاذفة مع رقم مطابق لما لدى الشركة البلغارية من صادراتها للولايات المتحدة، الامر الذي يؤكد انها جاءت من نفس الدفعة".
وتابع التقرير ان "هذه العملية تشير الى السرعة التي تم بها نقل الاسلحة التي تزود بها الولايات المتحدة حلفائها لاعادة تشكيل ساحة المعركة على الرغم من الخطورة المفترضة على القوات الامريكية في سوريا".
واشار محققو منظمة (CAR) إلى "مواد تدخل في صنع قذائف الهاون والصواريخ في تكريت والموصل والفلوجة وأماكن أخرى في العراق تم نقلها من تركيا، وهذا ما يشير إلى عملية لوجستية قوية تُقدم مواد تساعد في صناعة الاسلحة البدائية والتي تتحول إلى قنابل بيد داعش".
تجدر الإشارة إلى أن فصائل المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي والقوات الأمنية وثقوا عشرات حالات التي قام بها التحالف الأميركي بانزال مساعدات وأسلحة وذخائر ومؤن في الأماكن والمناطق التي تسيطر عليها "داعش" خلال معارك التحرير، فيما رصدت في مناطق اخرى عملية اجلاء لـ"الدواعش" المحاصرين.
وعلى الصعيد الرسمي أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي في كانون الأول 2016 امتلاكها صورا ومقاطع فيديو توثق “خروقات” ارتكبها التحالف الدولي من خلال قصف القوات الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية.
المصدر : واشنطن بوست
ترجمة : شبكة الاعلام المقاوم