كشفت صحيفة "يو اس اي توداي" الامريكية، أن الولايات المتحدة والعراق يجريان مباحثات مكثفة غير معلنة بخصوص استمرار الوجود العسكري الامريكي في البلاد بعد هزيمة داعش.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته /شبكة الاعلام المقاوم/ أن " الجانبين لم يحددا بعد حجم وتكوين القوة التي يمكن ان تتغير بمرور الوقت".
من جانبه اكد السفير الامريكي السابق في العراق جيمس جيفري ان "موضوع المحادثات هو عينه ما كنا نريده قبل 2011 والذي لم نتمكن حينها من انجازه بسبب الضغوط المفروض علينا في العراق".
وأوضح جيفري ان "اصحاب تلك الضغوط يمتلكون سطوة كبيرة في العراق -في اشارة الى المقاومة الاسلامية بالعراق-، مبينا أن "القضية الكبرى تكمن فيما اذا ستكون هناك ضغوط علينا لنغادر البلاد".
في (27 تشرين الثاني 2017) صرح “بول فانك” قائد ما يسمى التحالف الدولي في العراق، أن "قوات بلاده ستبقى في العراق لحين استقرار الوضع فيه".
البقاء الامريكي في العراق بحسب زعم “فانك” يركز على انشاء وجود خطوط أمنية ودفاعية في بعض المناطق وتدريب القوات الامنية من قبل التحالف الدولي.
في عام 2011، توقفت المحادثات حول إبقاء القوات الأمريكية في العراق على مسألة ضمان الحماية القانونية لجنود الولايات المتحدة حتى لا تتم ملاحقتهم على جرائم تتعلق باستخدامهم للقوة، وقد رفضت الحكومة العراقية هذا الاتفاق وسط معارضة سياسية لوجود امريكى طويل الاجل، لكن هذه المرة، يأمل المسؤولون الأمريكيون والعراقيون في تجنب المواجهة السياسية وبدلا من الاتفاق الرسمي الذي سيحتاج الى موافقة البرلمان العراقي قال الجيش الامريكى انه يمكن ان يعمل بموجب مذكرة تفاهم قائمة بين البلدين وفقا لما ذكره احد المسئولين الامريكيين.
مجلة فورين بوليسي الامريكية ذكرت في (تشرين الاول 2017) ، ان "القادة الامريكان يتحججون بانهم مازالوا حذرين مما حدث بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق في نهاية عام 2011"، مضيفا ان "وزارة الدفاع الامريكية تحججت بان القوات العراقية مازالت بحاجة الى المزيد من التدريب والدعم لكونها مازالت تواجه خطرا مميتا ومتبقيا في البلاد".
ذلك الحديث المعسول كشف طلاسمه بدقة، في (16 نيسان 2017)، من قبل المتحدث باسم كتائب حزب الله محمد محي، الذي قال ان "امريكا تسعى الى التواجد بقوة على الارض العراقية من خلال بعض القواعد المهمة والاستراتيجية التي تُمكنها من فرض اجنداتها على العراق لمرحلة ما بعد داعش الاجرامية".
وفي (23 تشرين الثاني 2017) شدد الناطق العسكري للكتائب جعفر الحسيني، على "ضرورة ابعاد الأميركيين عن العراق تحت أي مسمى لأن نواياهم خبيثة"، مؤكدا ان "اي تواجد عسكري أميركي سيكون هدفا شرعيا للمقاومة ولكل العراقيين".
ويرى مراقبون ان "الامريكان ابدوا ندمهم بعد خروجهم مضطرين من العراق عام 2011 بحجة توقيع الاتفاقية الامنية الاستراتيجية العراقية الامريكية، الامر الذي صرح به الرئيس الامريكي دونالد ترامب لاكثر من مرة، لذلك اتجهوا الى اعادة التواجد العسكرية في البلاد مستخدمين ذرائع مختلفة".
تجدر الاشارة الى ان التحركات الامريكية في العراق تعد ترجمة فعلية لتوصيات مجموعة عمل مستقبل العراق برئاسة “رايان كروكر” التي حثت الإدارة الأميركيّة على تبنّي استراتيجية جديدة في العراق تقوم على ضمان مصالح الأمن القومي الأميركي على المدى الطويل بعد هزيمة “داعش”، وهو ما يفعله الجيش الامريكي من تنقلات عسكرية لافته وتأسيس جديد لقواته في بعض القواعد بالعراق.
المصدر: امريكا اليوم
ترجمة: شبكة الاعلام المقاوم