بسم الله الرحمن الرحيم
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
صدق الله العلي العظيم
السلام عليكم يا جماهير الوعد الصادق ..
السلام عليكم يا جماهير سورة الاسراء المباركة..
السلام عليكم يا من تغيظون اعداء الله بامتثالكم لوحيه وقرانه وولاية انبيائه واوليائه ..
السلام عليكم يا من تلبون نداء القدس منذ اربعين عاما وما زلتم تملؤون الشوارع والميادين برايات الحق التي ترعب الاعداء، وفي كل عام تزدادون اصرارا وقوة وعزيمة ويقينا بان وعد الله حق وان الله لن يخلف وعده.
ايها الاخوة والاخوات
ايها المؤمنون الصائمون الصابرون
ان من دواعي عظمة بيان يوم القدس العالمي, الذي اطلقه السيد الامام الخميني الراحل قدس سره الشريف عام 1979م هو هذا التجاوب الواسع لجماهير امتنا الاسلامية التي ما زالت تردد صداه وترفع شعاراته وتتبنى مشروعه العظيم، مشروع المقاومة الاسلامية، وهو الطريق الوحيد لتحرير القدس من براثن الصهيونية والاستكبار العالمي، وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه, وازالة هذه الغدة السرطانية, التي ما انفكت تتآمر, لتمزيق شعوبنا, وتدمير اوطاننا وتقسيمها, لتحقق اهدافها وحلمها, بدولة مزعومة تمتد من الفرات الى النيل.
ولقد أثبتت الاحداث والحروب, التي شنتها قوى الاستكبار والشر العالمية, لتحقيق هذه الاهداف والمآرب، صوابية نهج الامام الخميني, وخط الثورة الإسلامية, الذي اكد على المقاومة, والاستعداد الدائم لمواجهة الأعداء, وضرورة امتلاك مقومات القوة والردع, التي تفشل مخططاتهم، وهذا ما جرى في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن, عندما تصدت قوى المقاومة الإسلامية, لهذه المخططات وافشلتها، وما يجري في كل يوم على الجمهورية الاسلامية في ايران, من عدوان وحصار وعقوبات, لا يمكن مواجهتها لولا الالتزام بخط المقاومة, التي يرفع لواءه اليوم, ولي امر المسلمين, القائد المفدى الامام الخامنئي حفظه الله.
وبعد سبعين عاما من إقامة الكيان الاسرائيلي المسخ، تقف القضية الفلسطينية اليوم على مفترق طرق خطير, بعد ان تكالبت عليها قوى الاستكبار العالمي, وادواتها في المنطقة, من اجل انهائها بما يسمى بصفقة القرن, بعد ان قادت امريكا اولى خطواتها, بنقل سفارتها الى القدس, واعلان المدينة عاصمة للكيان الغاصب, ضاربة عرض الجدار, جميع القرارات الدولية, والتفاهمات والاتفاقات, التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه، وللمدينة خصوصيتها وقدسيتها، كما عملت بعض الانظمة العربية, وعلى رأسها الكيان السعودي, على قيادة مسار التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، لمنحه شرعية الوجود, ولمحاصرة المقاومة الفلسطينية, ومنعها من تأدية واجبها الشرعي, في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
فاذا كانت اسرائيل تجد نفسها, امام مازق وجودي وتصارع من اجل البقاء، وتخشى من مواجهة مصيرها المحتوم بالزوال، بعد تنامي محور المقاومة, واعداده مستلزمات المواجهة معها، واصرار الشعب الفلسطيني على قضيته, مع ما يتعرض له يوميا من قتل وترويع وتجويع, والتفافه حول فصائله المجاهدة, ورفضه للصفقات الرامية لإنهاء قضيته، فان السعودية وانظمة التخاذل والاستسلام, تعمل لمنع وعد الله من ان يتحقق, بدعمها للكيان الإسرائيلي, ومنحه القدرة على البقاء، ومعاداتها لمحور المقاومة، وشنها الحروب المباشرة وغير المباشرة على دول المقاومة لإضعافها وتدميرها.
ومما لا شك فيه أن ما مر به العراق, من مؤامرة استهدفت وجوده ووحدته وسيادته, نفذتها عصابات داعش, انما كان حلقة من حلقات المؤامرة الامريكية والصهيونية, التي تحطمت على صخرة الصمود والمقاومة لأبناء العراق الغيارى, وما ان انتهت تلك الصفحة القاسية, وبعد كل ما قدم شعبنا من تضحيات, وبعد قافلة الشهداء التي روت دماءها ارض العراق الطاهرة ، يجد شعب العراق نفسه امام مواقف وسياسات أمريكية عدوانية سافرة, يراد منها اعادة الاحتلال الامريكي من جديد, من خلال التواجد غير الشرعي لقواته العسكرية, بالضد من الارادة الشعبية, التي تمثلت بقرار مجلس النواب, الذي الزم الحكومة العراقية, بجدولة انسحاب هذه القوات، وعلى العكس فان امريكا تؤكد عدم استعدادها لسحب قواتها, إضافة الى استمرار موقفها العدائي من فصائل المقاومة والحشد الشعبي, بإدراجها على لائحة الإرهاب.
ونحن في كتائب حزب الله، ابناء خط الجهاد، الذين نذروا ارواحهم, من اجل العقيدة والوطن والمقدسات، نؤكد تمسكنا بنهج المقاومة, الذي قدمنا فيه خيرة شبابنا، وسنبقى مشاريع شهادة وتضحيات، ليبقى وطننا عزيزا موحدا طاهرا من رجس الاعداء، ولن نسمح للقوات الامريكية باعادة احتلال العراق مرة اخرى، ونطالب الحكومة العراقية الحالية والمقبلة بتفعيل قرار مجلس النواب القاضي باخراجها, والا فسيضطر الشعب العراقي, لممارسة حقه الشرعي في مقاومتها واخراجها بجميع الوسائل، كما نجدد وقوفنا الى جانب شعبنا الفلسطيني المسلم الابي في محنته ، وسندعم مقاومته وانتفاضته, حتى يتحرر من رجس الصهاينة الانجاس، وسنصلي في القدس قريبا مع أبنائها, تحت راية مباركة كما وعدنا الله، كما اننا نجدد دعمنا ووقوفنا الى جانب الشعوب المستضعفة وقضاياها وخصوصا الشعب اليمني الذي يتعرض الى حرب إبادة شاملة والشعب البحريني المظلوم, والشعب السوري الصامد الذي تعرض الى حرب عالمية شاملة, قادتها أمريكا وإسرائيل والسعودية وادواتهم في المنطقة.
أيها الاخوة والاخوات
ان الصراع بين محور المقاومة ومحور الشر الأمريكي الإسرائيلي بلغ اشده ووصل مراحل لا يمكن ان تنتهي الا بهزيمة محور الشر وزوال إسرائيل من الوجود, وما نقوله ليس خيالا وامنيات انما وعد الهي لا يقبل الشك, وما نستلهمه من كلمات السيد الولي القائد الخامنئي حفظه الله قبل سنتين بان إسرائيل لن تكون موجودة خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة, أي ان العد التنازلي بدأ وان النهاية المحتومة لا مناص منها.
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (*) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (*) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .