بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )
بأحرّ التعازي والمواساة نعزّي إمامنا الحُجّة ابن الحسن "عج" والأمة الإسلاميّة ومراجعنا العظام والقادة، في ذكرى استشهاد سليل بيت النبوة وابن رسول الله الإمام موسى بن جعفر "ع" على يد الطاغية هارون العباسي.
ومع حلول الذكرى التي يجدّد فيها أتباع أهل البيت (ع) الولاء لقادتهم من خلال مسيرهم المليوني الهادر نحو مرقد الكاظمين "ع" في بغداد؛ معلنين نصرتهم لأئمة الحق ورفضهم لكل أنواع الظلم والطغيان، وهو ما يستدعي التأكيد على وجوب العمل بالقضاء العادل وحمايته من الطغاة، ليتسنى له إنصاف المظلوم، واثبات الحقوق واستيفائها لأصحابها بما يُسهم في إشاعة العدل، ومحاسبة المفسدين وإن عَظُمَ شأنهم ، (وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ).
إن تهاون الأمة الكبير تجاه سلب حقوق العباد؛ فضلا عن تجاوز حقوق الله قد أدّى بالنتيجة إلى قمع الصالحين، وتبرئة المذنبين؛ بل أنه ساهم في صنع طواغيت يقمعون الحريات ويهتكون الحرمات، فأنفاس هارون الخبيثة التي أذاقت الأمام المعصوم (ع) ألوان العذاب ما تزال حاضرة والتاريخ مازال يكرّر نفسه بغية تمكين المستكبرين من حقوق المستضعفين وصولا الى (إمارة الصبيان)، والتي بعونه تعالى لا يمكن تشييدها أو تمكينها في عراق الأنبياء والأوصياء وفيه رجال قد
لبسوا القلوبَ على الدروعِ وأقبلوا يتهـافتون عـــــلى ذهابِ الأنفسِ
يا مَوْلايَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ أَنًا نبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكَ ونتَقَرَّبُ إِلى الله بِمُوالاتِكَ فَصَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَجْدادِكَ وَأَبْنائِكَ وَشِيعَتِكَ وَمُحِبِّيكَ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.