تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة لاحتلال العراق بما تحمل كلمة الاحتلال من معاني الظلم والقتل والتشريد والتجويع, وبما أظهرت من صمود وكبرياء وعزة ومنعة للشعب العراقي العظيم تجاه الاحتلال، ونحن ندخل السنة التاسعة للاحتلال, هنالك ملامح جديدة تتشكل في منطقتنا العربية والإسلامية, ولأجل ذلك لابد من التذكير بما يلي:
اولاً: لقد أفشلت كتائب حزب الله وباقي فصائل المقاومة مشروع الاحتلال الامريكي في العراق وكسرت هيبته وجَبَروته, مما أدى الى انهيار مشروع الشرق الاوسط الامريكي الجديد.
ثانياً: ان انهيار مشروع الشرق الاوسط الجديد فسح المجال امام الشعوب العربية لتنتفض بثورات على حكامها الفاسدين المتجبرين عملاء امريكا, فأسقطت البعض ولا زالت الثورات مستمرة بوجه البعض الآخر، وبذلك سيتشكل في منطقتنا ان شاء الله تعالى شرقاً اوسطياً اسلامياً رافضاً لكل انواع الظلم والاضطهاد, مقاوماً للمشروع الامريكي الصهيوني, وسنكون عوناً وسنداً لذلك الشرق الجماهيري الجديد .
ثالثاً: الاحتلال الامريكي في طريقه الى الهزيمة لا محالة, وسينهزم قريباً بعونه تعالى، وستحاسبنا الأجيال عن مواقفنا مع الاحتلال, فلننظر, ماذا نكتُب؟, وماذا سيقرأ الأبناء عن مواقف آبائهم في مقاومة الاحتلال وتحرير العراق؟.
رابعاً: من المفروض ان يكون نهاية عام 2011 موعداً نهائياً لخروج جنود الاحتلال من العراق, بحسب الاتفاقية المبرمة بين الحكومة والاحتلال، وإنّ الشعب سيُلْزمُ الحكومةَ بعدم السماح ببقاء أيّ أثرٍ للاحتلال بعد هذا التاريخ ، ونحن نعتبر التمديد لبقاء الاحتلال تحت أي عذر وظرف, خيانة عظمى, سيُحاكَم مرتكبُها في محكمة الشعب وستلاحقه لَعَنات الأجيال ، وسيعتبر شعبنا كل من يساهم في حماية قوات الاحتلال ومعسكراته بعد ذلك التأريخ خائناً لشعبه ووطنه .
خامساً: هنالك استحقاقات كثيرة تنتظر أبناء شعبنا بعد خروج الاحتلال, منها: إعادة تشكيل حياتهم الدستورية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وعليه فإن ذلك يتطلب من النخب والكوادر العراقية ان تكون بمستوى التحدي الجديد, وأن لا تفاجأ بما يخلّفهُ الاحتلال من دمار في جانب, وخلل وفوضى في جوانب اخرى.
سادساً: سيتوجب على قوى المقاومة ان تكون صاحبة السبق في خدمة الجماهير وتوفير اسباب الأمن والتعايش السلمي بين ابناء شعبنا بعد ان زرع الاحتلال البغيض بين ابناء الشعب الواحد انواعاً عديدة من الفرقة ، سواءاً أكانت مذهبية ام قومية ام أثنية .
سابعاً: اننا لا نعتبر مَن عمل في الحكومات المتعاقبة في ظل وجود الاحتلال عملاء أو خونة او متآمرين كما يصفهم البعض بل نعتبر الكثير منهم اجتهدوا لاجل خدمة بلدهم وشعبهم, وقد يكونون أصابوا أو أخطأوا, وللمصيب منهم الشكر والعرفان, وللمخطيء العفو والمغفرة إلا من امتهن العمالة للمحتل عن معرفةٍ وسَبْق ِاصرار, فذلك الذي ستنبذهُ عائلتهُ وعشيرتهُ وشعبُهُ وسيُحاكَم كأي مجرمٍ ارتكب جريمةٍ بحق أهلهِ ووطنه .
ثامناً: إن المقاومة هي من أجبرت الاحتلال على التفكير بالخروج من العراق, وتوقيع الاتفاقية بشأن ذلك, حيث لم تتوقف ولو ليوم واحد عن التنكيل بالعدو, وإيقاع الخسائر بقواته, ولا زالت تمتلك جاهزية تامة لإيقاع أفدح الخسائر بالاحتلال, وسيفاجأ كل يوم بأسلحة جديدة, وتكتيكات جديدة ستحوِّل جنوده الى أشلاء, وستمزق فلوله شَرَ مُمَزق، وهي التي ستجبره على الخروج مهزوماً ذليلاً .
تاسعاً: إن الاحتلال مُلزم بدفع التعويضات عن الخسائر البشرية والمادية والمعنوية, التي لحقت بأبناء شعبنا, ويجب على العراقيين أن لا يتركوا سبيلاً الا ويسلكوه لتحقيق ذلك, وسنكون أول المدافعين عن حقوق شعبنا كما دافعنا عن حريته وكرامته بدمائنا وحرية اخواننا .
( اللَّهمَّ اجعلنا من المُمَهّدين لظهور مولانا صاحبِ الزمان معزِّ الأولياءِ ومذلِّ الأعداءِ, وأرِنا طَلعَته البَهيَّة واجعلْنا من أنصاره وأعوانه الممتثلين لأوامره, والمستشهَدين بين يديه برحمتك يا أرحم الراحمين )