بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)
صدق الله العلي العظيم
لا يخفى أن تدخل امريكا في الشأن العراقي، وفي شؤون المنطقة، لم يكن إلا لتنفيذ مخططاتها، الرامية لبسط نفوذها وتأمين مصالحها، وتحقيق مآربها الشيطانية، وأولوياتها التي في مقدمتها، ضمان أمن الكيان الاسرائيلي وتفوقه، وقد اعتمدت سياسة إشعال نار الحروب والفتن في المنطقة، وإلقاء شعوبنا في أتونها، لاستنزافها وإضعافها وتفكيكها، حتى يسهل السيطرة عليها، وتحويلها الى أداة طيعة لا تملك الا الخضوع والخنوع، ولتبقى منطقتنا العربية والاسلامية، تدور في فلك النفوذ الأمريكي والصهيوني، ولذلك تتخذ موقفا معاديا، لكل مقاومة تبديها الشعوب لهذه المخططات، ولأي جهد يعمل على تحريرها، من ربقة العبودية والاستسلام، ويحقق لها العزة والكرامة، ومن يواجه هذه المخططات، تضعه أمريكا على لوائح الإرهاب، في مفارقة عجيبة، تجعل المحتل المعتدي صاحب القرار، وأبناء البلد إرهابيين.
ونحن على يقين، أن هذا الشعب المجاهد المعطاء، الذي وقف في أحلك ظروف المواجهة مع عصابات داعش، وقدم خيرة شبابه شهداء، دفاعا عن وطنه ووحدته وكرامته وسيادته، لا يمكن أن يستكين لظلم، أو يركن الى ظالم، وهو يملك مقومات القوة والعزة والإباء، وهذا ما يرعب الاعداء ويفشل مؤامراتهم، ويردعهم عن تحدي إرادته الرافضة لاي وجود اجنبي على أرضه المقدسة، وعلى ذلك جاء موقف مجلس النواب العراقي، الذي ألزم الحكومة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق، والذي كان منسجما مع تطلعات شعبنا، ومترجما لما طالبت به قواه الوطنية، من ضرورة اخراج هذه القوات المشبوهة.
ونحن في كتائب حزب الله إذ نشيد بهذا الموقف الوطني المشرف والشجاع للنواب الذين صوتوا لهذا القرار، ندعو الحكومة العراقية الى الامتثال لإرادة الشعب، وعدم تمييع هذا القرار وتسويفه، لأننا ندرك ان الادارة الامريكية، تصر على ابقاء قواتها، وتعمل على اشراك اطراف دولية أخرى معها، لتضفي على وجودها شرعية زائفة، ولذلك ستعمل على الالتفاف على هذا القرار بحجج واهية، وقد تفتعل بعض الازمات الأمنية، أو تختلق مجاميع إرهابية جديدة بديلا عن القاعدة وداعش، كذريعة لبقاء قواتها واطالة أمد تواجدها في العراق.
إن قرار مجلس النواب، يؤكد حق الشعب العراقي، في مواجهة ومقاومة كل قوات اجنبية ، تتحدى إرادته، وتصر على انتهاك سيادته، وسنكون جنودا اوفياء كما عهدنا شعبنا، في مقدمة الركب في هذه المواجهة، لتطهير ارضنا من رجس الأعداء،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
كتائب حزب الله
المكتب السياسي