بسم الله الرحمن الرحيم
لم يعد أمام شعبنا الصابر, وهو يعاني الأمرين, من سوء الخدمات والفساد الإداري والحكومي, ألا ممارسة حقه المشروع, بالتظاهر السلمي لإيصال صوته, الى الجهات المسؤولة, التي أصمت اذانها عن سماع جميع النداءات، والمطالب المتكررة السابقة لأبناء شعبنا، وخصوصا محافظات الوسط والجنوب, بضرورة الالتفات الى مستوى الحرمان والظلم والحيف، الذي وقع عليها، وهي صاحبة الثروات التي تغذي كل العراق، وأبناؤها أول المضحين، وأول الملبين لنداء الجهاد، عندما تعرض الوطن الى تهديدات عصابات داعش الإجرامية، وأكثر من قدم الشهداء والجرحى قرابين للوطن، وكان على الحكومة المركزية، والحكومات المحلية، التعامل الجدي مع هذه المطالب، التي أدى تجاهلها والاستخفاف، بها الى وصول الأمر بأبناء شعبنا، الى أن يخرجوا الى الشوارع، للمطالبة بحقوقهم بتظاهرات شعبية سلمية.
ومما لا يخفى على شعبنا، فان أول من يتحمل مسؤولية تدهور الخدمات، والبُنى التحتية، هم الأمريكان، الذين أسسوا خلال سنوات إحتلالهم العراق أُسس الفساد والخراب، والمحاصصة الطائفية والحزبية، لتحويل العراق الى دولة فاشلة.
إن ما يجري في مدننا العزيزة، هو صرخة مدوية ينبغي على الحكومة والجهات المسؤولة الاستماع اليها، والعمل الجاد لوضع الخطط والبرامج الواضحة والصريحة، لمعالجة التردي الكبير، في الخدمات بشكل جذري وحاسم، فهذا الشعب الذي قدم خيرة أبنائه، للدفاع عن وطنه، أحق ان ينعم بخيراته، ويعيش بكرامة وعزة، أسوة بشعوب العالم.
اننا إذ نهيب بأبناء شعبنا العزيز، ان يحفظوا لتظاهراتهم سلميتها، وان يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة، نطالب القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، وعدم التصدي لهم، بأي شكل من اشكال العنف، واحترام دمائهم العزيزة، وفي نفس الوقت ندعو المتظاهرين، الى عدم الإنجرار الى مواجهة القوى الأمنية التي وجدت لحمايتهم.