أمريكيون أعترفوا..وعراقيون خذلونا..!!

بنبرة يملؤها الاسى والندم..((لايمكنني أحصاء عددهم لا أعرف عدد المدنين الذين شاركت في قتلهم ..)) هكذا بدأ "هارت فيجاس" المجند الامريكي السابق في العراق شهادته في مؤتمر"جندي الشتاء 2008 الذي عقد في واشنطن الخميس 13 مارس 2008 والذي نظمته"جماعة محاربوا العراق القدامى ضد الحرب للكشف عن الجرائم التي ارتكبتها "ادارة بوش" بحق الشعب العراقي وللفت انتباه الرأي العام الامريكي على ماوصفوها"بجرائم الحرب المنظمة"لادارة بوش في العراق والمجند فيجاس ضمن مجموعة من خمسين مجند امريكي سابق في العراق صحت ضمائرهم وتندموا على ما اقترفوه بحق الابرياء العراقين..تنفيذاً لاوامر قياداتهم العسكرية وادارتهم التي وصفوها "بالسيئة والتي يدفع ثمنها الجنود الامريكيون والمدنيون العراقيون.."بعد جملة الاعترافات وأسرار الجرائم الامريكية في العراق التي كشفها المجندون السابقون على الملئ ذهب فيجاس بوصف خدمته بالعراق في الجيش الامريكي "بالذنب".. وكشف عن الاوامر التي تصدرها القيادة العسكرية الامريكية الى الوحدات المقاتلة "بتدمير المنازل والمواقع السكنية بأكملها في المناطق الملتهبه بغض النظر عما اذا كان بها مدنيون أو لا.." أما المجند السابق"جاسون واشبام" البالغ من العمر 28 عام أعترف" بأنه خُدع عندما ذهب لخوض حرب العراق التي اكتشف فيما بعد انها حرب ضد الشعب والمدنين العراقين فقط" واضاف "كنا نُغير على منازل المدنين الابرياء بدل من أن نُغير على مواقع أسلحة الدمار الشامل التي أوهمتنا ادارة بوش بها وبأننا ذاهبون لتدميرها ..والتي لم نجد لها أثر اصلاً.." وكشف المجندان السابقان "كليفتون هيكس"و"ستيف كيسي" عن واقعة حدثت في عام 2003 حيث أمر قائد وحدتهما العسكرية بتدمير مبنى سكني بأكمله على من فيه من سكان مدنين حيث ذكرو وصفه لهم بأنه"نوع من أستعراض القوة" ووصف المجند هيكس تدمير ذلك المبنى بأنه أبشع عمل تدميري رأه في حياته.. وروى هيكس قصة أطلاقه هو وعدد من رفاقة المجندين النار على حفل عرس عراقي لتلقيه الاوامر بذلك مما ادى الى استشهاد وجرح العديد ممن كانوا بالعرس ومن بينهم استشهاد طفلة تبلغ بين السادسه والسابعه من العمر.. أما المجند السابق"ستيفن مورتيلو" الذي وصف ماقام به وزملائه تنفيذاً لاوامر قيادتهم العسكرية "بالبشاعة" بحق عراقيون أبرياء لم يقترفوا جرم..حيث يروي قصته التي بدأت عند وصوله العراق في مارس 2004 وتعرض قافلته لاطلاق نار في ديسمبر من نفس العام وتلقيه ومن معه أوامر بأطلاق الناربصورةعشوائيه على المنازل السكنية مما أسفر حسب وصفه بسقوط عدد كبير من المدنين.. والمجند"جيسي هاميلتون"الذي عمل في العراق خلال عامي 2005 و 2006 أكد انه لم تكن هناك تطبيق لقاعدة "الرد بالمثل" العسكرية التي تنص عليها قواعد الاشتباك المسلح..وهو الامر الذي كان يدفع المدنيون العراقيون ثمنه.. وعرض المجند "أدم كوكيش" صورة لسيارة عراقية مدمرة على أحدى نقاط التفتيش في مدينة الفلوجة بداخلها عائلة متناثرة أشلائها بمشهد دموي.. حيث ذكر كوكيش ان العملية الاجرامية أقدم عليها "المارينز" وادعوا فيما بعد ان السيارة كانت محملة بأسطوانات للغاز ..حيث اوضح كوكيش ان هذه الرواية اتضح انها كذبه لتبرير جريمتهم.. ومجند أخر يعترف بجريمته ويعبر عنها بحزن وندم جراء ما أقترفه حيث عمل "جاسون هارد" في العاصمه بغداد في الفترة بين نوفمبر 2004 ونوفمبر 2005 ويروي قصة سيدة عراقية قتل زوجها لمجرد انه كان قريب من قافلتهم العسكرية.. ويسرد الفاجعة بأنها لم تقف عند هذا الحد بل اقتحمت القوات الامريكية المتواجدة في مسرح الجريمة منزل السيدة العراقية واعتقلت نجلها..وأعترف هارد الذي كان يعمل في مجال الخدمات الطبية في الجيش الامريكي كيف أن القادة كانوا يصدرون "أوامر بصورة روتينية ومستمره للجنود بأطلاق النار على المدنين والسيارات والحافلات العراقية كي يحموا أنفسهم من أحتمالية التعرض للهجمات.." ولم ينتهي مسلسل الاعترافات وصحوة الضمير لهؤلاء الجنود حيث سرد مجنداً سابق أخر يدعى "جون ترنر" أحد أفراد المارينزوالذي أستهل شهادته بنزع الاوسمه والنياشين التي نالها خلال فترة خدمته وقدم ترنر أعتذاره عن ما وصفها... "الكراهية والدمار الذي تسبب فيهما للأبرياء" وعرض سلسلة صور للضحايا الابرياء من العراقين الذين استشهدوا على يده ويد رفاقه في العراق..وحول المؤتمر والشهادات التي أدلاها الجنود السابقين تحدثت "كيلي دوجيرتي" المدير التنفيذي لجماعة "محاربوا العراق القدامى ضد الحرب"بقولها... "في الوقت الذي ندخل في العام السادس من غزو العراق فأن أصوات المحاربين والمجندين الامريكان يجب أن تُسمع" وأعتبرت السيدة "دوجيرتي" أن ما تقوم به بلادها في العراق ومنذ سنوات والى حد الان "أحتلال غير عادل وغير شرعي"..وأستهلت الجماعة المناهضه لحرب العراق الحديث بأن مابين "700 و 800"مجند سابق بالعراق أنظموا اليها لحد الان.."هؤلاء نبذة بسيطة من أعترافات الجنود الامريكان الذين يعانون من تأنيب الضمير على ما أقترفوه من جرائم بحق الشعب العراقي تنفيذاً لاوامر قياداتهم التي أوهمتهم وأوهمت العالم بأمتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل..اليوم وحسب الاحصائيات الامريكية الالوف من الجنود الامريكان العائدين من العراق يدخلون لمستشفيات جهزت خصيصاً لهم "للعلاج النفسي" جراء "تأنيب الضمير"هذه عدالة السماء..علينا أن نتسائل هل سينتصر هولاء الجنود "التائبين" للعراق وشعبه..!! بعدما ذبحونا من يدعون انهم عراقيون..!! ولايزالون يذبحون بالشعب المسكين.. أعتقد أن هؤولاء الجنود يعرفون جرائمهم التي أقترفوها ولايخشون التحدث عنها "تمنياً" منهم ان يسامحهم شعب العراق بعدما أعترفوا واعتذرو... لكن هل يعرف قادة اليوم "العراقيين" جرائمهم بحق الشعب العراقي..!! هل سيأتي اليوم الذي يعتذرون به الى شعبهم..!! هل سيأتي اليوم الذي نشهد فيه أنشاء مستشفيات "للعلاج النفسي" يرقدون فيها بسبب "تأنيب الضمير"..!! الاجدر بنا قبل التساءل هكذا عن "حكام اليوم" كما يدعون أنفسهم علينا ان نبسط الامور ونقول..هل يبالي من يدعون ..أنهم قادة العملية السياسيه في العراق بما حدث في بلدهم ..من كوارث..هل يبالون بما حل بشعبهم المُبتلي بهم..!!  

 

بقلم: محمد الياسين

 

اترك تعلیق

آخر المقالات