أتى أمير قطر حمد بن جاسم آل ثاني إلى طهران حاملا معه رسائل أميركية للقيادة الإيرانية تعيد تكرار الطلب نفسه الذي لم تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن إرسال الموفدين العرب إلى إيران طالبة موافقتها عليه. هذا الطلب هو رغبة أميركا في التمديد لقواتها في العراق سنتين جديدتين بموافقة أو "تطنيش" إيراني، وهذا ما رفضته طهران مع المرسال السعودي وإعادت رفضه مع المرسال القطري الذي سمع كلاما قاسيا من القيادة الإيرانية حسب ما أوردته لنا مصادر فرنسية مطلعة. وفي تفاصيل زيارة أمير دولة قطر إلى طهران قالت المصادر الفرنسية إن الزيارة التي تمت نهار السبت الماضي، كان من المقرر أن تتم نهار الأربعاء الذي سبقه غير أن الإيرانيين قالوا لأبو مشعل (أمير قطر) إنهم قادرون على استقباله نهار الخميس ثم أعادوا تأجيل الزيارة إلى السبت. وتضيف المصادر الفرنسية أن حمد بن جاسم تكلم نيابة عن الأميركيين طالبا تعاونا من إيران في التمديد للقوات الأميركية في العراق فضلا عن تعاون مماثل في لجم كتائب حزب الله - العراق وعصائب أهل الحق، حيث بلغت العمليات التي تنفذها المنظمتان ضد الجيش الأميركي حداً لا يطاق بالنسبة للولايات المتحدة. كما أن الزائر القطري حمل أيضا طلبا أميركيا حول أفغانستان في نفس الاتجاه حيث تحدث عن ضرورة أن تساهم إيران في وقف العمليات العسكرية ضد الجنود الأميركان في بلاد الأفغان. ومن ثم تطرق الأمير القطري إلى الوضع السوري، وبالتحديد عن مرحلة ما بعد حكم الرئيس بشار الأسد، حيث ردّ الرئيس الإيراني على كلام ضيفه القطري بعبارات قاسية، كقوله له: أول صاروخ سوف يسقط عندك، ودائماً بحسب المصادر الفرنسية. المصادر نفسها أفادت أن مفاوضات عراقية أميركية بدأت حول الإنسحاب الأميركي من العراق وهي تشمل، إضافة إلى الملف العراقي، الملفين السوري والبحريني. وتضيف مصادرنا الفرنسية أن إيران طلبت من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية على بند بقاء عدد محدود من القوات الأميركية في العراق يقدر عددها بـ 15,000 جندي تكون مهمتها حماية السفارة الأميركية والقيام بتدريب الجيش العراقي، كون الأمر متعلق أساساً ببلاد الرافدين. وبحسب المصادر الفرنسية المطلعة، فإن الملفين السوري والبحريني مشمولان بهذه المفاوضات حيث يربط الجانب العراقي موافقته على بقاء هذا العدد المحدود من الجنود الأميركيين بتسوية عادلة في البحرين وفي وقف الضغوط الدولية والعربية عن سورية. "المفاوضات تسير بشكل بطيء هذه الفترة"، تقول مصادرنا الفرنسية، "غير أنها ستزداد سرعة وفعالية في شهر تشرين الأول المقبل، ذلك أن الولايات المتحدة ستكون تحت ضغط ضيق الزمن الفاصل عن استحقاق الانسحاب الكامل من العراق نهاية كانون الأول المقبل، بحسب ما نصت عليه الاتفاقية الأمنية الأميركية العراقية". وحول الموقف الإيراني تقول مصادرنا في باريس إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوف يفاوض الولايات المتحدة بموافقة إيرانية وبتنسيق تام مع طهران التي تعتبره محل ثقتها الكاملة وحليفها الأساس في العراق. وفي النهاية، تقول المصادر الفرنسية إن الولايات المتحدة الأميركية الساعية للبقاء في العراق ستوافق في نهاية المطاف على شروط طهران وبغداد المتعلقة بالأزمتين البحرينية والسورية.. فلننتظر ونرى...
الكتابة: نضال حمادة