مجاهدو كتائب حزب الله يجسدون أقدس ألمعاني في الشهادة والقتال
الكاتب / د. كمال حسين العبيدي... إن القاسم المشترك بين شهدائنا وشهداء كربلاء هو الارتواء من المنهل العذب الموقّد لكليهما ألا وهو الموقف الثابت والراسخ للإمام الحسين (عليه السلام) , والذي لا يزال الدستور الحيّ والمقدّس لكل الأباة والأحرار والذي كتبه (ع) بدمائه الطاهرة الزكية والذي قال فيه : ( ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ , قد ركز بين اثنتين ، بين السِلّة والذلّة , وهيهات منّا الذِلّة ، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ) , وعلى منهج الحسين وأبيه امير المؤمنين وجده محمدا رسول الله ( ص ) , زفت كتائب حزب الله شهيدين مجاهدين من ابنائها الى جنات النعيم ، الشهيدان المجاهدان علي أسعد زين العابدين الحايرلي ورفيق دربه حسين ولي حسن البياتي , بعد ان هبا للدفاع عن المقدسات والوطن في صفوف المقاومة الإسلامية بكتائب حزب الله، لدفع شر الاشرار وعصابات داعش الإجرامية عن الدين والبلاد. وقد جسد الشهيدان السعيدان ايمانهم العميق بمعتقداتهم وارواحهم ترفع الى السموات بموعد قريب من أربعينية منهلهم أبا عبد الله الحسين ( ع ) وفي ليلة وفاة الرسول المصطفى ( ص ) , فمسيرتهم تطابقت مع نشأتهم وتربيتهم على المقياس الجهادي الذي يعبر عن الايمان العميق بالمبادئ السامية والولاء للوطن والدين , فالمقياس الوحيد للولاء الصادق للوطن هو مقدار ما يملك المواطن من أسلحة المقاومة ضد أعداء الوطن وأعداء مصالح ألوطن , والمواطن الصالح حقاً ليس هو الذى لا يتسبب لوطنه في أى ضرر ، إنما المواطن الصالح هو الذي يتحمل الضرر في سبيل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن ، هو ذلك المواطن الذي يملك الاستعداد النفسي ليدفع روحه وما يملك فى الدنيا من مال وجاه ومنصب من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن ، وهو الذي يعيش هموم أمته مثلما يعيش هموم نفسه ، بل وينسى أحياناً هموم نفسه فتذوب في هموم أمته. ومع انها ليست الحالة الاولى للشهادة بين مجاهدي كتائب حزب الله , وهم يتصدون للدواعش الانجاس ويذيقونه الذل والهوان فيجعلوا منهم جيفا الى جهنم وبأس المصير , الا ان حالة الشهيد علي اسعد زين العابدين الحايرلي تستحق الوقفة لتسجل منها دروسا في هذا الزمن الصعب , فقد سبقه في الشهادة ثلاثة اشقاء ولم تكن شهادتهم الا دافعا له للمضي قدما في جهاده ليكحل مسيرته بمفخرة الاهل والاصدقاء والاقرباء , وكان من عظيم الفرص ان يلتحق بسفر الجهاد الذي اختارته عائلته التي رضعت وتغذت من زاد ديننا الاسلامي الحنيف وحب الحسين وآل بيت رسول الله شقيقه الآخر المقيم في المانيا , الذي ترك ترفها ليلبي نداء المرجعية الحكيمة في الجهاد الكفائي , فالتحق مع اخوانه المجاهدين رغم ان ألم فقدان اشقائه الثلاثة لم يهدأ بعد، فقد وجد في جهاده بلسما لجروحه ودواءا لفقدان الأحبة . ومما يضاف فخرا لعائلة كريمة مثل عائلة الشهيد علي اسعد زين العابدين الحايرلي , انها استقبلت نبأ شهادة الابن الرابع بكل رضا وتقوى بل انها لم تسأل عن أسباب عدم حضور الجنازة للابن القادم من المانيا ,ففي نبضات قلوب هذه العائلة علم لدرجة اليقين بانه لم يخذلهم ويتراجع خطوة عن القتال وقد صدقت قلوبهم وحدسهم الذي هو من نور الله الذي يبعثه للمؤمنين الصادقين , فابنهم البار رغم علمه باستشهاد شقيقه الذي يتشارك معه ذكريات ومشاكسات الطفولة , قد رفض الاخلاء من ساحات العز والشرف لانه كان مع رفاقه في مهمة لتنفيذ احدى الواجبات التي يحققون فيها نصرا على الاعداء المارقين بعد التوكل على الله , فمضى في تنفيذ واجبه مرددا ان ماحصل عليه أخي وحبيبي ( علي ) من أفضل امنيات المؤمنين والصابرين , فأي مرتبة او مقام تعلو على الشهادة بعد ان وعد الله الشهداء جنات النعيم , وفي سره إزداد فرحا لأن أخاه سيكون قريبا من الشهداء. لقد قدم الشهيدان أغلى ما يملكان في طريق الامام الحسين عليه السلام ، وقدما روحهما الطاهرتين سبيلا لهذا الطريق المقدس، فتحية لاخوانهم في الجبهات وهم يعيدون الامل من جديد في التحرير من براثن الاعداء لتبقى ارض العراق كما ارادها الله خالية من اي تدنيس , لقد كنتم في الامس ترفعون الاعلام عند تحرير المدن وتتسابقون لتحقيق النصر المؤزر على الدواعش الانذال ومن يقف معهم في الدعم والاسناد والتمويل , وفي هذا اليوم تزفون شهداءا لتزينوا هذه المسيرة الوضاءة , فتحية إكبار وإجلال لعائلة الشهيد الحايرلي فالام خنساء هذا الزمان بصبرها على فقدان اربعة من الابناء , وخامسهم لا يزال يرابط مقاتلا في الجبهات بعد ان ترفع عن ملذات الدنيا وجاء ليلتحق بركب الصديقين والصادقين , وتحية لمن علمهم المعاني الصحيحة للجهاد ولاخوانهم من كتائب حزب الله الذين صدقوا ما عاهدوا الله , ومن نصرالى نصر حتى تتحقق كامل الاهداف في النصر والتحرير مهما غلت التضحيات .