بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ان تمكنت المقاومة الإسلامية من الحاق الهزيمة المنكرة بالجيش الأمريكي، وفرضت عليه الخروج ذليلا مهزوما من بلدنا العزيز نهاية عام 2011, كنا ندرك ان المؤامرة لن تنتهي بهزيمة تلك القوات , وان امريكا ستعد العدة لصفحة أخرى تستهدف العراق والمنطقة, وبالفعل جاءت مؤامرة داعش لتضع المنطقة امام خطر داهم ابتلع مساحات واسعة من ارض وطننا العزيز ولولا هبة ابناء العراق الغيارى واستجابتهم التاريخية لفتوى المرجعية الرشيدة, لكان العراق اليوم في حال من التمزق والتفكك والانهيار الذي ارادته له قوى الشر العالمية ومن يقف معها ليسهل تقسيمه والهيمنة عليه, وسجل شعبنا في تصديه لهذه المؤامرة ملاحم بطولية تسابق فيها المجاهدون ليقدموا انفسهم قرابين لحفظ وحدة بلدهم وكيانه وسيادته وافشلوا بذلك كل المراهنات على انهيار الدولة العراقية وتقسيمها.
ونحن لا نرى مساعي البرزاني، باجراء الاستفتاء على الانفصال إلا حلقة من حلقات المخطط الامريكي لتقسيم العراق، لذا في الوقت الذي نؤيد فيه القرارات التي اتخذها مجلس النواب والمحكمة الاتحادية، في عدم دستورية وشرعية هذا الاستفتاء، ندعم اجراءات الحكومة للحفاظ على وحدة الاراضي العراقية، ونحذر من المبادرة التي تقدم بها الرئيس الكردي لجمهورية العراق ، والتي تبنى فيها مبادرة الأمم المتحدة التي لا تستند الى الدستور وتتجاهل قرارات مجلس النواب والمحكمة الاتحادية، وتمنح الشرعية للاستفتاء والانفصال ، وتفتح الباب واسعا امام التدخلات الاجنبية في قضية ينبغي ان يتم الاحتكام فيها الى الدستور العراقي الذي يمثل ارادة الشعب.
وفي الوقت الذي يثمن فيه شعبنا مواقف الدول التي رفضت الاستفتاء واعلنت دعمها لوحدة اراضيه، فاننا نطالب الحكومة العراقية ان لا تثق بالمواقف المعلنة لامريكا، لانها هي التي كانت الداعم والمحرض لمشاريع التقسيم في العراق والمنطقة وتحاول اليوم بشكل غير مباشر من خلال الامم المتحدة شرعنة هذه المشاريع.
ان الشعب العراقي الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل وطنه ما زال على اتم الاستعداد للعطاء من اجل وحدة العراق وسيادته ولن يسمح لامريكا واذنابها بتمرير مؤامراتهم مهما غلت التضحيات .
" وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً"
المقاومة الاسلامية
كتائب حزب الله
المكتب السياسي