منذ احتلال العراق في 2003 والشعب العراقي بغالبيته كان وما زال يعتقد بأن أمريكا لم تدخل العراق لاجل الشعب العراقي انما جاءت لمصلحتها الامنية المتمثلة بأمن أسرائيل والسياسية المتمثلة بمحاصرة المشروع الاسلامي المتنامي والعسكرية المتمثلة بوجود قوات عسكرية دائمة في العراق والاقتصادية من خلال السيطرة على نفط العراق والمنطقة . ان ما حصل للاحتلال وخلال السنوات الخمسة الماضية فان المقاومة لم تمهله بأن يفكر بهدوء لينفذ مشروعه بالابعاد الاربعة المذكورة وكل ماتحقق هو وجود عسكري قلق ومرتبك ، ولكن وصول بوش الى نهايته جعلته يفكر وبشكل مستعجل بترتيب أمور أمريكا في العراق فطلب من القيمين على ما تعرف بالعملية السياسية بالتوقيع على معاهدة أقل ما يقال عنها انها معاهدة لارتهان العراق بأرضه وشعبه وثرواته وسيادته وأرادته الى القرار الامريكي المحتل ، انها معاهدة تدخل العراق في حقبة من الذل والهوان ،انها معاهدة تعيدنا الى عصر الاحتلال البريطاني .
اننا في كتائب حزب الله نرى مايلي :
1-ان العراق ليس بحاجة الى من يحميه من جيرانه لان جميع الحروب التي وقعت كان النظام السابق هو من يقودها ولم يهاجم العراق الا من قبل أمريكا نفسها .
2-ان اسرائيل لم ولن تكون صديقة وتحمى من قبل الشعب العراقي ما لم تخرج من أرض فلسطين .
3-ان المشروع الاسلامي سوف ندافع عنه ولا نسمح لامريكا أو غيرها بأن تهدده أو تعتدي على أحد أقطابه .
4-ان ثروات العراق ونفطه هي ملك لابناءه ولا نسمح للاجنبي التحكم به.
5-ان أمن دول الجوار العراقي هو أمن العراق وبالتالي فاننا نريد أن نكون مصدر أمن وأطمئنان لتلك الدول وليس مصدر قلق وتهديد .
اننا لنرى جميع ما تقدم لا يتم الا بخروج آخر جندي للاحتلال من بلدنا ، ولاجل هذا الهدف وجدت كتائب حزب الله وقد سبق لها وان عاهدت أبناء شعبها بعد الله جل جلاله بأنها سوف تقارع الاحتلال الى أن يخرج مهزوما منكسرا ذليلا ، كما أننا نعلن بأن جميع المعاهدات والاتفاقيات التي تبرمها دولة الاحتلال مع أي مسمى من مسميات الحكومة في العراق في ظل الاحتلال باطلة وغير معترف بها ما لم يصوت عليها الشعب العراقي بعد خروج الاحتلال وحينها يتم رفضها أو قبولها .
وكلمة الى حكومة المالكي وأحزابها وللمستفيدين من هذه المعاهدة نقول بأننا قد انتخبناكم على أمل أن تكونوا حكومة للعراق وليس حكومة للاحتلال وبناء على ذلك كنا نحرص على حفظ الحكومة وأمنها وحفظ الدولة ومؤسسساتها ونشجع على بناء الدولة واستعادة السيادة ، ولكن ما أنتم فيه الآن عكس ذلك تماما .
اننا في كتائب حزب الله نرى بأنكم قد اتخذتم قراركم بالانحياز الكامل الى الاحتلال والارتماء في أحضانه وتركتم أبناء شعبكم يواجهون مصيرهم ضد الاحتلال مرة ومرة اخرى ضد الفساد المالي وسرقة ونهب خيرات العراق من أغلب المحسوبين على الحكومة والداخلين في عمليتكم السياسية . اننا في الوقت الذي نحذر حكومة المالكي والمتخندقين معها من قبول هذه المعاهدة المذلة وتمريرها فاننا في كتائب حزب الله أمام الله وأمام شعبنا وجميع الاحرار في العالم نعلن ما يلي :
1-سنستمر في مقاومة الاحتلال وسيرى خلال المستقبل القريب ما يجعله تضيق عليه المخارج ويصل الى مرحلة الجزع والانهيار .
2-ان هذه المعاهدة باطلة وغير شرعية .
3-في حالة توقيعها فاننا سنعتبر هذه الحكومة ومن يقف الى جانبها بالموافقة على هذه المعاهدة حكومة لاتمثل الشعب العراقي وبالتالي فأننا نكون في حلا من التزاماتنا الاخلاقية والشرعية السابقة تجاه هذه الحكومة .
4-أننا نعتقد بأن توقيع هذه المعاهدة سيؤدي الى انقسام الشعب العراقي وهو في مسيس الحاجة الى الوحدة والتلاحم .
ختاما نهيب بالشعب العراقي ومرجعياته الدينية والوطنية وأحرار العالم بالوقوف بوجه الاحتلال الامريكي للعراق ومعاهداته وألاعيبه والوقوف الى جانب أبناءهم المقاومين المجاهدين الموعودين بالنصر انشاء الله