السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وعلى المستشهدين بين يديك وعلى نهجك إلى يوم القيامة .
مرت علينا ذكرى ملحمة عاشوراء الخالدة الأليمة التي نستمد من ألم جراحاتها القوة والعزيمة في مسيرة العطاء والجهاد والتضحية ونلبي نداء سيد الشهداء (ع) (ألا من ناصر ينصرنا ، ألا من ذاب يذب عن حرم الله) فنقول لبيك داعي الله لبيك يا بن رسول الله فهاهم أنصارك من أبناء علي والحسين في كتائب حزب الله يقفون اليوم مدافعين ذابين عن حرم الله مقتدين بك ورافضين لأية مساومة أو مفاوضات مع المحتل الكافر ملتزمين بشعار (وليٌ لمن والاكم وعدوٌ لمن عاداكم إلى يوم القيامة) والمقاومة التي تستمد قوتها من التوكل على الله والإتباع لكم سيدي ستبلغ الفتح الذي وعدتها به، إذ قلت (ومن لم يلحق بنا لم يدرك الفتح) فمقاومتنا لاحقة بكم ومتمسكة بنهجكم ولن تحد من قوتها وقدرتها أعتى القوى في العالم .
ونحن سبق وأن حذرنا العدو من مغبة أعماله والاستمرار في غيه وطالبنا بـ :
1- عدم تدخل الاحتلال بالشأن الداخلي لبلدنا .
2- إيقاف سعي الاحتلال للالتفاف على الاتفاقية الأمنية ووجوب الالتزام ببنودها فيما يخص الانسحاب وإلا فسيلقون غياً وسيصلون سعيراً على أيدينا .
3- إطلاق سراح جميع الأسرى من المقاومين الشرفاء الذين لا ذنب لهم سوى انهم جاهدوا المحتلين لبلادهم .
4- إيقاف المداهمات لبيوت المجاهدين والتي يديرها الاحتلال بنفسه أو من خلف الستار وباستخدام جهات معلومة الارتباط به .
ولأن العدو لم يرعوِ ولا يزال مستمراً في غيه ولم يستوعب الدروس فبدأ يتحدث عن بقاء قواته حتى الصيف القادم أو تمديد بقائها لسنوات ولا يزال يحتفظ ببعض الأسرى المقاومين ويتحفظ على إطلاق سراح الآخرين .
وفي الوقت الذي نؤكد فيه اننا لم نتوقف عن مقاومة الاحتلال ولا لساعة واحدة منذ احتلال بلدنا إلا إننا نهيب بإخواننا من مجاهدي كتائب حزب الله جميعاً أن يتهيأوا ويعدوا العدة للدخول في مرحلة جديدة من مراحل الجهاد لتحقيق هدفنا في تحرير ارض المقدسات من دنس العدو وستكون هذه المرحلة أشد وأقسى على العدو حتى يرعوي ويُرغم على الاستماع لصوت الحق والعدل ونحن له وسنذيقه مُرَ الهزيمة (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ).
ونحن إذ نقف في مواجهة الباطل مواجهة المقاومة مع المحتل نربأ بإخواننا من أبناء الوطن من ضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية أن يقفوا على الحياد في هذه المواجهة فضلاً عن الوقوف إلى جانب المحتل وهي العمالة التي يشمئز منها الطبع الإنساني فضلاً عن تعاليم الدين التي تقول :
(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)