بسم الله الرحمن الرحيم
"وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ"
صدق الله العلي العظيم
نحن إذ نحتفل في هذا اليوم المبارك بذكرى الانتصار التاريخي الكبير، الذي حققه أبناء العراق الغيارى على عصابات داعش الإجرامية، إنما نستذكر ملحمة جهادية بطولية كتب فصولها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه حين لبّوا نداء المرجعية، فوضعوا أسلحتهم على عواتقهم وخاضوا غمار معارك سطّروا فيها أروع قصص البطولة والفداء، فأذهلوا فيها العالم واسرّوا الصديق واغاظوا العدو.
إن الانتصار على عصابات داعش إنما هو هزيمة مدوية لمؤامرة قذرة، خطط لها ومولها محور الشر الصهيو أميريكي السعودي وأذنابه وأدواته المحلية والإقليمية، والتي جاءت انتقاما لهزيمة الاحتلال الأمريكي في العراق على يد فرسان المقاومة الإسلامية، وسجل هذا الانتصار بداية عهد جديد تشكلت فيه قوة عراقية مجاهدة قادرة على التصدي لأي تهديد إجرامي، متسلحة بحب وطنها مع ما تملكه من الخبرة والاستعداد القتالي العالي، وهذا ما دفع محور الشر والتآمر إلى تشديد الضغط من أجل تفكيكها وإنهاء وجودها، بعد أن أدرك خطورتها على مخططاته ومشاريعه الشيطانية.
إن شعبنا الأبي وبعد كل التضحيات الجسام التي قدمها، وقوافل الشهداء والجرحى، التي عطرت بدمائها تراب الوطن، لا يمكن أن يستسلم أو يخضع لإرادة أمريكا وأدواتها، فقواتنا الأمنية وحشدنا الشعبي والمقاومة الإسلامية هم مصدر فخره وعزته ورصيده الذي لا يمكن التفريط به، وسيبقى الأحرار الذين طردوا الاحتلال الأمريكي وعصابات داعش اليد البتارة التي تُقطع بها كل يد تمتد إلى أبنائنا المخلصين في ساحات التظاهر المطالبين بالحقوق المشروعة.
تحية إجلال وإكبار لصناع نصرنا وقادتنا، شهداؤنا الأبرار، فطوبى لهم وحسن مآب، وتحية فخر لمن طرزت أجسادَهم الجراحاتُ، ولمن بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن وطنهم ووحدة أراضيه وكرامة شعبه، ولن ينثني شعب المقاومة والتحدي في رد أي عدوان أو مؤامرة قد تراهن على تمريرها قوى الشر والعدوان.
.