منع بث قناة العالم: الحقيقة الغائبة
لم يقل من اتخذ قرار وقف بث قناة العالم الاخبارية على القمرين نايل سات وعرب سات وبعد مرور عام كامل على القرار اسباب هذا الوقف، بل تلخصت التصريحات بعبارة واحدة وهي (القناة تحرض) هذه العبارة لا تجد جهدا في اكتشاف من اي قاموس مفردات مستنسخة، واذا تعذر عليك ذلك فانك حتما لا تتابع خطابات المسؤولين الامريكيين. فالعبارة استخدمت من قبل الادارة الامريكية ضد وسائل اعلام وحكومات وشخصيات وكتاب واحزاب. وما وراء هذه العبارة الفضفاضة تقع مجموعة حقائق، لعل اولها هي ان القرار امريكي.. او بدفع امريكي اسرائيلي.. او لارضاء امريكا. فقناة العالم وان كانت تأخذ خطا سياسيا هو خط دعم المقاومة العربية والاسلامية، وهنا يقع من مهامها الانخراط في عرقلة المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة في العراق وفلسطين ولبنان وافغانستان ومقارعة السياسات الامريكية في العالم. فان قنوات عربية اخرى او ناطقة بالعربية تعمل عكس هذا الاتجاه تماما، فلماذا يسمح لهذا ويفتح له عباب الفضاء ويمنع ذاك وتغلق عليه السماوات. لماذا تتم محاصرة اي فكرة مناهضة للارادة الامريكية وبادوات عربية؟ ولماذا نعبد الطريق للامريكيين والاسرائيليين ونعمل على ازلة اسباب انزعاجهم. كما ان قناة العالم منذ انطلاقتها لم تضع من ضمن اهدافها ان تكون جسرا بين العالم العربي وايران، او تكون لسان ايران في العالم العربي، كما كان هدف الكثير من القنوات الاجنبية الناطقة بالعربية، التي حددت اهدافا معلنة مثل تحسين صورة امريكا في العالم العربي بعد الدماء التي اسالتها آلة الحرب الامريكية في العراق وافغانستان وغزة ولبنان. لماذا لا يكون هناك تنافس اعلامي شريف يحترم عقل المشاهد العربي وقدرته على التمييز بين الغث والسمين، بدلا من الالغاء ومنع البث لمجرد الاختلاف، من جعلكم اوصياء على عقول الملايين. وهل تلك القنوات التي تديرها الدول التي تقف وراء منع بث قناة العالم قاصرة اليد وهي تصرف ميزانيات هائلة طائلة. قبل قطع بث قناة العالم بمدة قصيرة اخذت ادارة القناة قرارا بمواءمة خطابها مع خطاب الشارع العربي وتطلعاته، وعملت للوصول الى هذا الهدف العديد من الاستفتاءات والدراسات والوثائق واستعانت بخبرات من اكثر من بلد عربي، وبعد تنفيذ التوصيات التي شعرت معها القناة انها فعلا بدأت تقترب في خطابها من الشارع العربي وجدت نفسها في مواجهة الحكام والحكومات، وهذا ما يحدث حاليا مع قناة الجزيرة القطرية، فهل الى هذا الحد تتناقض تطلعات الجماهير العربية مع تطلعات حكامها وتتناقض اولويات الشعوب مع اولويات السلطان. لن اطالب هنا باعادة قناة العالم على الاقمار العربية وتقديم اسباب منع البث. كما طالبت ادارة المحطة.. بل اطالب ايران بتنفيذ مشروعها الذي وعدت به، باطلاق قمر صناعي اسلامي مجاني لكافة القنوات العربية والاسلامية. ولا استبعد ان يكون اسمه القدس سات.
كاتب فلسطيني